تستقبل مستشفيات المنصورة والتي توصف بأنها عاصمة الطب في مصر نحو مليون مريض شهريا من داخلها ومن ست محافظات مجاورة على الأقل يذهب 40 % منهم الى مستشفيات ومراكز جامعة المنصورة
التي تشهد حاليا تحديثات وأعمال تطوير لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى ومواكبة الجديد في الطب، ويذهب البقية إلى نحو 30 مستشفى حكومىا تابعا لوزارة الصحة . في البداية يؤكد الدكتور أيمن الشرباصي مدير عام مستشفيات جامعة المنصورة أنه يجرى حاليا أعمال التطوير والتجديد والترميم داخل العيادات الخارجية، مثل ترميم عيادات الباطنة والأمراض النفسية وعيادة الألم والسمعيات ومبنى ادارة العيادات الخارجية والعيادات الملحقة به، والتجديد الكامل لاستراحة المرضى والطرق ودورات المياه الملحقة به.
ويضيف أن هذه الأعمال تأتي فى اطار خطة شاملة لتطوير الخدمة الطبية المقدمة في مستشفيات الجامعة لتوفير أفضل خدمة ممكنة، كما تشمل الخطة تحديث الجهاز الادارى والفنى والاستفادة من الطاقات البشرية من خلال توزيع العمل بشكل تكاملى، كذلك وتطوير أسلوب العمل مع الجهاز الطبى الذى يشمل الأطباء والتمريض والأجهزة المعاونة للوصول لأفضل خدمة طبية. أما مستشفى الأطفال الجامعي فقد نجح في الحصول على شهادة الاعتماد الدولي « أيزو 9001 « لجودة المستشفيات في وقت قياسي لم يتجاوز 6 أشهر. ويقول الدكتور أحمد الرفاعي مدير المستشفى أن التأهل بدأ في مطلع أبريل 2015 من خلال سلسلة من الاصلاحات الادارية في المعامل والأشعة وانتهى بتحكيم شركة استرالية، حيث تم تنفيذ 36 اجراء داخل المستشفى، وتطمح الادارة في الحصول على الشهادة الأعلى والمعروفة بـ « بجي اس آي « من الاتحاد العالمي للجودة، ويضم مستشفى الأطفال 334 سريرا و8 أسرة للعناية المركزة ويتم حاليا توسعتها لترتفع الى 18 سريرا، ويخدم المستشفى 8 محافظات في شمال وشرق الدلتا حيث يقدر عدد الأطفال الذين يستفيدون من خدماته سنويا بأكثر من 20 ألف طفل . وكشف عن خطة لانشاء « مستشفى الأطفال رقم 2 « في المنصورة الجديدة بالتعاون والتنسيق مع محافظة الدقهلية لتمكينها من استقبال الحالات المتزايدة للأطفال المرضى والقضاء على قائمة الانتظار الطويلة في جراحات القلب وغيرها، مشيرا الى تأسيس جمعية لأصدقاء مرضى الأطفال من المجتمع المدني ولها حساب معروف وتقدم الدعم الكبير لمشاريع تطوير المستشفى وتحسين الخدمات للأطفال، معبرا عن تطلعه بتفاعل رجال الأعمال والقادرين معها لانقاذ المئات من أطفالنا وفلذات أكبادنا من المرض.

وشهد مستشفى الباطنة التخصصى بجامعة المنصورة توسعات جديدة شملت وحدة مناظير الجهاز الهضمى ووحدة قسطرة القلب بتكلفة 8 ملايين جنيه . يقول الدكتور محمود يوسف مدير المستشفى إن الوحدة تضم 14 جهاز منظار متخصص فى علاج وتشخيص أمراض الجهاز الهضمى، وتشمل وحدة قسطرة القلب جهازي قسطرة القلب وجهاز البلونة الأورطية بالاضافة الى تجديد أجهزة المعمل بتمويل ودعم وزارة التخطيط وتبرعات من مؤسسات وأفراد المجتمع المدنى، وأكد أن المستشفى يستقبل 2000 حالة يوميا للكشف بالعيادات الخارجية ، ويضم 140 سريرا بالاضافة الى 350 سيتم اضافتها لمنظومة المستشفى بالمبنى الجديد. وكشف الدكتور أحمد شوقي نائب مدير المستشفى عن خطة لاضافة وحدة غسيل كلوى مما يسهم في استيعاب الحالات الموجودة بها بدلا من تحويلها الى مراكز أخرى . الجهاز الهضمي والكبد ويشهد مركز جراحة الجهاز الهضمي وزراعة الكبد بجامعة المنصورة والذي يتجاوز عدد المترددين عليه 30 ألف مريض سنوياً أعمال تطوير واسعة للحفاظ على ريادته في المنطقة . ويقول الدكتور أمجد فؤاد مدير المركز أن التحديثات شملت توفير جهاز حديث للأشعة المقطعية الرقمية لفحص أجهزة الجسم المختلفة وخصوصا الجهاز الهضمى، كما تم توفير جهاز الأشعة «الأنجو» لتشخيص أورام الكبد وفحص الشرايين والأوردة، مشيراً الى أنه تم انشاء وحدة خاصة لعلاج أمراض الكبد عن طريق العلاج الموضعى بالميكروويف والتردد الحرارى وهى طريقة حديثة لعلاج أورام الكبد دون التدخل جراحيا وأنه يجري تجهيز مكان خاص لأشعة الرنين المغناطيسى حتى تكتمل لوازم المركز من الأجهزة ولا يضطر المريض للخروج لاستكمال علاجه خارج المركز ويتعرض لمضاعفات. ويضيف الدكتور فؤاد : نقوم الآن بانشاء معمل متطور بمواصفات الجودة يشمل جميع أنواع التحاليل وهناك جزء مخصص لأبحاث أمراض الكبد، بالاضافة الى خطة لتطوير قسم المناظير وتشمل أحدث المناظير التشخيصية والعلاجية، كما تم تزويد قسم العلاقات العامة بدوائر تليفزيونية مغلقة لتواصل المريض الممنوع عنه الزيارة مع أهله. وفي مركز الجهاز الهضمي احتفلت وحدة زراعة الكبد أخيرا بانجاز العملية رقم 400 لزراعة الكبد بأيد ومهارات مصرية وبنسبة نجاح تتعدى 85 % وارتفعت الحالات بعد أسابيع الى 418 عملية زرع كبد . ويؤكد الدكتور محمد عبد الوهاب رائد زراعة الكلى في مصر ورئيس الفريق الطبي أن الوحدة تحتاج الى دعم رجال الأعمال والمؤسسات المدنية بمالا يقل عن 10 ملايين جنيه لاجراء توسعات ومضاعفة عدد الأسرة التي لا تتجاوز 21 سريرا شاملة المريض والمتبرع حيث يتجاوز عدد الحالات في قائمة الانتظار 200 حالة ، مشيرا الى امكانية الانتقال الى مبنى آخر داخل جامعة المنصورة حتى يتم تأسيس مركز زراعة الأعضاء في جمصة . ويضيف أنه يتم تدريب فريق ثالث للعمل فى زراعة الكبد ورفع عدد العمليات الى ثلاث عمليات فى الأسبوع بدلا من اثنتين ، مشيرا الى ارتفاع تكاليف اجراء العمليات والتي تتجاوز 220 ألف جنيه ويتم دعم المرضى بالتعاون مع جمعية مرضى زراعة الكبد كليا أو جزئيا في مصاريف العملية ويتم متابعة المريض مدى الحياة . وتستقبل وحدة زراعة الكبد التي تأسست عام 2004 المرضى من مختلف محافظات الجمهورية وكذلك مرضى من بعض الدول العربية ، ونفذ مركز جراحة الجهاز الهضمي ألف جراحة في أورام الكبد مسجلة في الدوريات العالمية . ويؤكد الدكتور جمال العبيدي مؤسس وحدة المناظير المرارية في مصر والمشرف على المناظير بالوحدة أهمية تطوير المراكز الطبية المتخصصة وتسهيل البيئة القانونية والتخلص من الممارسات البيروقراطية والروتينية في العمل وتقديم الدعم الاداري . ويعد مستشفى الطوارئ بالمنصورة واحد من القلاع الطبية التي تواجه ضغوطا واسعة من المرضى في عدة محافظات مما حتم اطلاق حملة تبرعات في أوساط رجال الأعمال لاجراء توسعات وخدمات جديدة لم تحقق المأمول منها الى الآن . وكان رئيس الوزراء السابق ابراهيم محلب قد وجه لدى زيارته الأخيرة للمنصورة بدراسة امكانية الاستفادة من المبنى الاداري الملحق به وتوسيعه لخدمة المرضى . يقول الدكتور سمير عطية مدير مستشفى الطوارئ أنه أول مستشفى تخصصي على مستوى الشرق الأوسط فى طب الطوارئ وتقوم على علاج الحالات الطارئة لخمس محافظات مجاورة ، وبالرغم من تزايد عدد السكان الا أن عدد الأسرة وطاقتها الاستيعابية لم تتزايد . ويضيف الدكتور عطية : نستقبل ما يزيد على 800 حالة خلال أيام الاستقبال ويتم شغل 110 سرير في اليوم الواحد ويعمل بالمستشفى أطباء من 12 قسما طبيا كما تجرى 50 عملية جراحية يوميا 63 % منها بقسم جراحة العظام وتحتاج الى مستلزمات باهظة الثمن يقوم المستشفى بتوفيرها للمرضى بدون مقابل . مركز الكلى الجدير بالذكر ان مراكز جامعة المنصورة اكتسبت شهرتها من مركز الكلى والمسالك البولية الذي أسسه رائد زراعة الكلى في الشرق الأوسط الدكتور محمد غنيم عام 1983 والذي نفذ أكثر من 2655 حالة زراعة كلى و 4 آلاف عملية استئصال جذرى للمثانة وتحويل مجرى البول، و4 آلاف عملية استبدال المثانة بأخرى من الامعاء، و80 ألف حالة لعلاج جميع حصوات المسالك البولية بالتفتيت والمنظار والفتح. ويقول الدكتور أحمد شقير مدير المركز: إن المركز يقدم خدمات الرعاية الطبية المتخصصة للمرضى بمقاييس الجودة والخبرة العالمية، وهو مصمم لاستقبال 1000 حالة يوميا من المرضى، وسعر الكشف جنيه واحد فقط يشمل الفحص وعمل تحليل بول وتحليل دم لوظيفة الكلى وموجات صوتية. ويعالج المركز 100 الف مريض سنوياً بالعيادة الخارجية وأكثر من 7 آلاف مريض بالأقسام الداخلية حيث يتم اجراء عمليات معقدة لمعظم المرضى ، ويوجد به أيضاً قسم خاص للفشل الكلوى وغسيل الكلى. ويشير الى دور جديد يقوم به المركز تمثل في توسيع دائرة التدريب الخارجي وخاصة أطباء حوض النيل والدول الأفريقية من خلال دورات متخصصة بالتعاون مع وزارة الخارجية والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والبنك الاسلامى للتنمية. مركز الأورام ويعد مركز الأورام بجامعة المنصورة الثاني على مستوى الجمهورية بعد المعهد القومي للأورام ، تخصصا فى مجال تشخيص وعلاج وجراحات الأورام ، ويخدم المركز حوالى 40% من سكان مصر ومن سكان محافظات الدلتا بالاضافة الى محافظة بورسعيد . يقول الدكتور أحمد ستيت مدير المركز ، إن هناك رعاية صحية متوفرة بالمجان لمرضى السرطان بالدقهلية والعديد من المحافظات المجاورة كالغربية، وكفر الشيخ والشرقية ، ودمياط وبورسعيد ، مؤكدًا أن المركز لا يقوم بتقديم الرعاية الصحية فقط للمرضى، ولكن بتدريب وتعليم الأطباء والكوادر الطبية المختلفة في مجال تشخيص وعلاج السرطان وطرق الوقاية . وأوضح أن المركز يسعى الى انشاء وحدة زرع النخاع لعلاج مرضى سرطان الدم بالدلتا ومدن القناة وفتح حسابا للتبرع للمساهمة في تخفيف آلام مرضى الأورام . ويؤكد الدكتور محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة أن هناك خطة لتطوير المستشفيات بشكل عام من خلال الكوادر والمستلزمات ونظام الادارة والتعامل بأسلوب يليق بالمريض المصري وتقديم أفضل خدمة طبية ، مشيرا الى البدء بتطبيق نظام عالمي لاستقبال المرضى وعلاجهم فى مستشفى الطوارئ ثم باقي المستشفيات . وكشف عن مشاريع جارية لتأسيس ثلاثة مراكز جديدة لجراحة العظام ، وأمراض النساء والتوليد ، وأمراض المخ والأعصاب لكن التمويل يعيق التنفيذ بسرعة ، مناشدا وزارتي التخطيط والتعليم العالي بالمساعدة في تأمين التمويلات اللازمة . واعتبر القناوي أن وضع حجر الأساس لفرع جامعة المنصورة بجمصة على مساحة 115 فدانا سيحقق انطلاقة كبرى في مجال الأبحاث الطبية والدوائية والعلاج ، حيث تتضمن مراكز غير تقليدية ضمن واحة العلوم والتكنولوجيا وسيتم البدء بانشاء مركز زراعة الأعضاء العالمى والذى تم عمل الخطوات التنفيذية به وقام وفد هندسى من جامعة لوبك الألمانية بزيارة الموقع ويتم حاليا عمل الرسومات الهندسية التفصيلية للموقع ، فضلا عن توجه لانشاء مركز لصناعة الدواء ، كما تتضمن الخطة بناء فنادق ومهابط للطائرات بالفرع الجديد